يمتلك الأطفال من الأساس عند التحاقهم بالمدرسة بعض الأفكار والمبادئ المسبقة ويكون لديهم طريقتهم الخاصة في التفكير، وهو ما نطلق عليه التصورات والمفاهيم. وقد تتطابق تلك المفاهيم مع النظريات العلمية أحيانا وأحيانا أخرى لا تتطابق. ويكون دور المعلم هو إظهار تلك المفاهيم كي يتمكن من الارتكاز عليها لتنميتها من أجل اكتساب المعلومات العلمية.
والمفاهيم التي بناها التلاميذ بأنفسهم من أجل تنظيم العالم الذي يعيشون فيه غالبا ما تكون مختلفة عن المفاهيم العلمية. وكثيرا ما تستمر تلك المفاهيم حتى بعد بدء عملية التعلم وذلك بسبب رسوخها المبكر في عقل الطفل أثناء عملية النمو، وتدرج في سجل انفعالي أقرب إلى عالم السحر والطقوس وكذلك في نظام توضيحي يكون حتى ولو كان على غير صواب من وجهة النظر العلمية، إلا أنه مؤثر جدا في حياة الطفل اليومية.
وتمثل تلك المفاهيم (التي يطلق عليها الإنجليز كلمة سوء المفاهيم) غالبا عقبة أمام عملية التعلم. بيد أن اكتشاف المدرس لها يعطيه فرصة تطويعها من أجل معالجتها. ويكون غالبا من المستحسن "مجاراته" لها مع محاولة تصحيحها عن الإصرار على "التصدي" لها.
وتقوم استمارات المعلومات على موقع "المشاركة الفعلية" بطرح أمثلة كثيرة لتلك المفاهيم.