La main à la pâte
كيف يمكن إتباع منهج تعليمي نشيط لدراسة الجيولوجيا
14/05/1999
تاريخ
 
Françoise Andrieu
سؤال من
 

كنت أود معرفة رأيكم في الجزء الخاص بـ "الجيولوجيا، الزلازل، والثورات البركانية بمناهج المرحلة الثالثة؟ كيف يمكن تناول هذا الموضوع في الفصل دون الوقوع في فخ الانتقال إلى المعلومات الموسوعية ذات الطابع التراكمي؟ كيف يمكن إتباع منهج حيث يمكن الطفل في هذه الحالة التفاعل؟

 

 
 
01/01/2001
تاريخ
 
إجابة من
 

هناك العديد من النماذج المصغرة لبراكين وزلازل يمكن القيام بها مع التلاميذ مع اتخاذ الحذر لما يتطلبه ذلك، فالنموذج المصغر يمتلك طابعاً تنبئياً وشرحياً فلا يمكن الاستعانة به سوى في حالات محدودة، وتتطلب عملية البحث الوثائقي  نوعا من التحقيق النشيط من قبل الطفل والتي تتناسب تماما مع منطق فكر المنهج البحثي حيث نحاول الإجابة على سؤال يطرح وبالتالي ليس هناك مجال للوقوع في فخ الانتقال إلى المعلومات الموسوعية ذات الطابع التراكمي، يكفي فقط الحرص على وضع التلاميذ في موقف بحثي ما، فقد كتب برنار سيشان Bernard Cechain أن "فالمدرسة تتجنب اللجوء للبحث الوثائقي خشية من الوقوع في الفكر العقيم فنحن نعتقد أنه إذا تم إعطاء الإجابة النهائية للطفل فلن يقوم باستخدام مهاراته في النمذجة (إنشاء نماذج) والاختبار، هذا الخطأ يمكن تجنبه لأن معرفة "الإجابة" لا تعني استيعاب الطفل لهذا المفهوم.." فأجابت ميراي ايبون Mireille Hibon على ذلك قائلة "لا يوجد هنا مجال للنقاش لأن "الإجابة" يمكن أن يأتي التلاميذ إليها بأنفسهم.. وهكذا فإن السؤال هنا هو كيف يمكن التعامل مع المعارف المسبقة التي تكون إلى حد ما عديدة لدى التلاميذ (على الرغم من صغر سنهم أحيانا) في هذا المجال ... فيبدو لي أن "مشكلة التعامل" مع المعلومات المسبقة لدى الأطفال هو موضوع أساسي في أثناء ممارسة النشاطات العلمية في المدرسة فهي موضوع مهم في تعليم العلوم، ومع ذلك يبدو لي أن مكانة ودور البحث الوثائقي مهملة قليلا في منهج اكتشف بنفسك". (...) فحتى العلماء الذين يقومون بإجراء تجارب في مجالات جديدة لا يمكنهم العمل دون الرجوع إلى وثائق تسمح لهم بمقارنة تجاربهم وملاحظتهم بتحارب وملاحظات باحثين آخرين وإعادة إجراء تجاربهم، فالوثائق لا تعوق أبحاثهم الخاصة بل تساعد على تعميقها فهي مكملة لأي بحث غير أنه لا يمكنها أن تحل محل المقارنة بالواقع والاختبار كما يحدث في أغلب الوقت في المدارس.... وتصبو أهدافنا التعليمية إلى غرس التوثيق، الذي في الواقع يساعد على تحليله وفهمه وتحويله. "إذا لماذا هذه الريبة من استخدام الوثائق أثناء القيام بنشاطات علمية؟ ولماذا يوجد تضاد بين التحقيق الاختباري والبحث الوثائقي؟ لماذا الحد من الاستعانة بالوثائق في العلوم التي قد تمدنا بإجابة في حين يتعذر إجراء تحقيق مباشر من قبل الطفل. أليس من قبيل المصادفة أهمية المطالبة بالقائمة المفهرسة للمراجع في علوم الفلك؟ هناك مخاطر للتوصل لإجابة... التلاميذ أنفسهم يملكون بعض الإجابات، وإذا خشينا الحصول على إجابات من خلال البحث الوثائقي فماذا سيحدث للإجابة التي تم الحصول عليها من خلال البحث الوثائقي مقارنة للإجابة التي تم الحصول عليها من التلاميذ؟ إليك مثالاً عاصرته بنفسي: .. بعد القيام بدراسة المخاليط (الفرق بين المخاليط المتجانسة وغير المتجانسة، تم إدراك أنه على الرغم من الاختفاء الظاهري للملح (فإن الملح مازال هنا كله)، قامت المعلمة بمطالبة التلاميذ باستعادة الملح الذي تحتويه المياه المالحة، في أول الأمر لم يكن لدى التلاميذ فكرة عن كيفية القيام بذلك، ولتحليل الموضوع دارت مناقشة جماعية حول "من أين يأتي الملح الذي نستهلكه" هذا النقاش دفع التلاميذ للقيام ببحث وثائقي والبحث عن الملاحات لمعرفة المزيد حول عملية فصل أملاح المياه. في مجموعات بدأ التلاميذ بكتابة نص صغير يحتوي على جميع المعلومات التي جمعوها ثم بدأوا في عمل أجهزة اختباريه لمساعدتهم على استعادة الملح من الماء المالح مثل وضع الماء في طبق ووضعه في الشمس، بعض التلاميذ اقترحوا تسخين الماء المالح أو وضع وعاء به الماء على السخان في حين أن معظمهم قاموا بفصل المكونات من خلال التقطير والترسيب؟ فصورة السباخ بممشطته تمدهم بفكرة استخدام وسيلة ميكانيكية: "يمكننا أخذ الملح ووضعه في الماء ثم ننتظر حتى يتبخر الماء ثم سكبه في مصفاة فيخرج الماء من المصفاة ويبقى الملح" أو " نضع فوطة فوق كوب فارغ ثم نسكب الماء المالح في الفوطة ثم نسترجع الملح الذي يوجد في الطبق" ..... وتقترح تلميذة أخرى تعليق حبل في الماء .. فقد رأت ذلك في الكتاب! بعد عرض أدواتهم كل واحد منهم يقوم بالاختبار وهو مقتنع تماما أن طريقته هي المثلى، فيخفق البعض وينجح البعض الآخر، ويبدءون في استخلاص النتائج، و يرجعون للوثائق الأولى خاصة وإعادة قراءة المعلومات وهم مزودون بمعلوماتهم الجديدة فيرونها بعين مختلفة، ويقومون بالتالي بكتابة نص آخر لتقديم تلك الممارسة الاجتماعية ومقارنته بالنص الأول.  في أن مخاطرة إعطاء إجابات جاهزة من خلال البحث الوثائقي ليست مخاطرة كبيرة بشرط أن تصاحبها عملية تحقيق حقيقية من قبل التلاميذ، وبذلك النجاح في "التعامل مع المعرفة المسبقة للتلاميذ" فهنا أنا اتفق مع ميراي ايبون ولكن أليس الامتناع من الاستعانة بالوثائق العلمية في أثناء القيام بالنشاطات الاختيارية قد يثير مشاكل أخرى في المدرسة؟ خاصة مشكلة العمل الاستكفائي المنغلق الذي لا يتعدى أسوار المدرسة، أما فيما يتعلق بموقع "اكتشف بنفسك" يمكنك بالطبع الاستعانة بمداخلات مختلفة والتواصل مع العلماء ولكن كذلك الاستعانة بالوثائق قد تمنح التلاميذ انفتاحاً رائعاً حول العلوم والتقنيات التي تمارس وخاصة إذا أتيحت موارد قريبة لتثير لدى الطفل الاندهاش والتساؤل والاختبار والنقاش واثبات الافتراضات ومقارنة النتائج بشرط أن تستطيع التعامل مع هذه الموارد.