كيف يمكننا تعريف المغناطيسية؟ هذا السؤال طرح على خلال حصة تأهيل المعلمين. ما هي التشابهات والاختلافات بين الكهرباء والمغناطيسية؟

يبدو لي أن السؤال حول علاقة المغناطيسية بالكهرباء ظل بلا إجابة. الموضوع واسع وسوف أجيب باختصار.
المغناطيسية تخص دراسة خواص المغناطيس وفعله. هذه جزئية قديمة من مادة الفيزياء. في الصين الإمبريالية كانت هناك عربات الجر التي تسمى المغناطيسية، المستخدمة في الأسفار خلال المناطق الشاسعة في البلاد. وكانت تحمل تماثيل تشير بأصابعها دائماً نحو الجنوب. والبوصلة الحالية تدلنا إلى اتجاه الشمال – الجنوب. والشمال هو المشار إليه بلون خاص.
منذ اكتشاف الخواص المغناطيسية للمغناطيس وحتى نهاية القرن الثامن عشر، عرفنا أنه لا يوجد أي رابط معروف بين المغناطيسية والكهرباء. هذا علاوة على وجود علاقة بين الصخور التي ضربتها الصاعقة وخصوصا المغناطيسية التي يبدو أنها تمت ملاحظتها منذ القرن التاسع عشر. ومنذ نهاية 1819 حتى يوليو 1820، هناك عالم فيزياء دانماركي، قام بإجراء تجربة شهيرة تحمل اسمه وتوضح أن الكهرباء والمغناطيسية ذوتا صلة وثيقة ببعضهم البعض. هذه التجربة عبارة عن تحفيز العقرب الممغنط على الانحراف بواسطة سلك موصل يسرى فيه تيار كهربي. هذا الموصل يسلك سلوك المغناطيس.
ومنذ 1820، تكونت فكرة جديدة عن المغناطيسية الكهربية التي توضح الظواهر الكهربية وكذلك الظواهر المغناطيسية. وقد ساهم العديد من علماء الفيزياء في تكوين المغناطيسية الكهربية، منهم الفرنسي أمبير وبيو ولابلاس وسافار والألماني فيبر والإنجليزي فاراداى وفي 1864 حدد الإسكتلندى ماكسويل مجموع أربعة معادلات تحكم في المغناطيسية الكهربية وتحمل اسمه. والمعادلات التي تمت كتابتها في هذا العصر كانت دائماً صالحة وتسمح بتوضيح الظواهر المتنوعة مثل التفاعل بين الشحنات الكهربية الثابتة (الإلكتروستاتيكية)، سريان التيارات الكهربائية في الموصلات (الكهربية الحركية)، عمل مجال مغناطيسي دائم (المغناطيسية الاستاتيكية)، ظاهرة الاستدلال المغناطيسي والاستدلال الذاتي (المستخدم في المحركات الكهربية)، وانتشار الموجات الكهربية المغناطيسية (موجات الراديو، وموجات الأفران بالموجات القصيرة والموجات في مجال المرئيات). باختصار، نقول إنه ليس هناك حقيقة سبب نظري للتمييز بين المغناطيسية والكهربية وذلك منذ ما يقرب من قرن ونصف.