لا يعتبر إتقان مهارات التعبير المختلفة، غاية يصبو إليها الأهل والمجتمع فحسب، بل أيضًا إحدى الأولويات الموضوعة نصب أعين مسئولي التربية والتعليم. فممارسة التلاميذ للأنشطة العلمية في الفصل تساهم في اكتساب المهارات المرجوة.
ومن هذا المنطلق، يستطيع التلاميذ تعلم كيفية البحث عن الكلمات والصيغ الفعلية والمفردات اللغوية التي تمكنهم من التعبير عن ملاحظاتهم وتفسيرها بشكل جيد. ومن جهة أخرى، يتعلم التلاميذ قراءة وتنفيذ الجداول والرسومات البيانية والأشكال التوضيحية على أكمل وجه.
وبما إن الأنشطة العلمية عادةً ما تُستوحى من الظواهر الطبيعية والملاحظات المشتركة لجميع التلاميذ، في إطار التعددية الثقافية، فإنها تساعد على تخطي كافة الحواجز لغوية، كانت أم متعلقة بعادات وتقاليد التلاميذ المختلفة.
يحث الموقع الإلكتروني "اكتشف بنفسك" التلاميذ على تبادل المعلومات شفهيًا، للتعبير عن ملاحظاتهم وافتراضاتهم وتجاربهم وتفسيراتهم. ولذلك يتمكن الكثير من التلاميذ الذين يعانون من صعوبات في التعبير اللفظي في بعض المواد الدراسية، من التعبير طواعية عن آرائهم في إطار الأنشطة العلمية التي يمارسونها، حيث تسمح لهم التجارب بالاشتراك في العمل الجماعي والتفاعل مع الظواهر الكونية.
وتساهم ضوابط الأسلوب العلمي ودواعي موضوعية البراهين العلمية، بطريقة مُثلى، في تكوين رؤية نقدية لدى التلاميذ تجاه الأساليب غير العلمية. ومن الممكن أيضًا أن تعتبر المناقشة العلمية تدريبًا أوليًا على الجدل السياسي. فبالرغم من اختلاف طبيعة المجالين (فالموافقة العلمية لا تستند مثلاً على التصويت)، فإن الطالب يتعلم كيف يبرهن على وجهة نظره، و يستمع للرأي الأخر، و يبني توقعاته على استدلالات معينة، ويعمل من أجل تحقيق هدف مشترك في ظل ظروف معينة.
تعتبر الكتابة وسيلة للتعبير عما بداخل الإنسان: فهي تساعده على تشغيل ذهنه والكشف عن نقاط التفكير الغامضة والمشوشة، والاحتفاظ بالمعلومات المُجمعة، وتلخيصها في عناصر أساسية وتغيير صيغتها، لتتفق مع القواعد والقوانين المعترف بها، أملاً في التوصل إلى أفكار جديدة ومبتكرة. كما تتيح الكتابة باستخدام حروف اللغة وأرقامها، تبادل المعلومات التي يصعب توصيلها شفهيًا في بعض الأحيان. وتسمح كذلك بتدوين وإثبات ما أثمرت عنه المناقشات من نتائج.
يعد الانتقال من وسيلة اتصال إلى أخرى مرحلة في غاية الأهمية. فمن خلال الأنشطة التي يمكن تطبيقها في الفصل، يقترح الموقع الإلكتروني "اكتشف بنفسك" تخصيص وقت كافٍ للتعبير شفهيًا عما يقوم التلاميذ بكتابته بشكل فردي. كما يشير الموقع إلى ضرورة فتح باب المناقشة بعد ذلك والعمل الجماعي على صياغة المعلومات التي يتقاسمها التلاميذ، مما يمكنهم من استخدام الأساليب المختلفة للكتابة.