للبدء في تدريس العلوم بالمدرسة، يكفي أحيانا كخطوة أولى تناول نشاط يمكن القيام به في الفصل. إلا أن الانغماس الكامل في العملية لا يعتبر كافيا ولو كان لازما. وذلك لأن الأنشطة العلمية لا تتم كل على حدة خلال العام الدراسي وإلا جاء تأثيرها على التلاميذ محدودا. وقد تبدو ترفيهية ولكنها من المكن ألا تؤثر فيهم.
وتسمح قراءة المنهج الرسمي بتكوين فكرة عن المجالات التي يجب تناولها _ التعليم الأولي، التعليم الأساسي، التعليم المتعمق). على سبيل المثال، في منهج مرحلة التعليم الأساسي، يمكن تناول بعض المواضيع أو بعض المسائل في فصول الـCP أو الـCE١ على السواء، في حين أن هناك بعضهم لا يمكن تناوله إلا في الـCE١. وتعتبر الأدوات الأدبية المدرسية (كالكتب وكراسات التجارب وكتب المدرس) عونا كبيرا يمكن اتباعه حرفيا خاصة عندما يتم تناول تلك المواضيع للمرة الأولى.
ولكن ما أن يتم التذرع بتلك "الأسلحة الأولية" إلا ويكون من المستحسن القيام بإجراء شخصي لامتلاك تلك البرامج. وهناك طريقة فعالة لتحقيق ذلك وهي "إعادة تكوين" البرنامج (بالمعنى المستعمل في الطباعة): أي بطريقة ما تؤول العملية إلى عملية "سرد" للبرنامج بطريقة شخصية. ويعطي هذا العمل الشخصي إحساسا أكبر بالشعور بالتواجد في "بلد معروف"، وكذلك يسمح بانتهاز الفرص التي يخلقها التلاميذ (الأسئلة، عمليات السرد، المعدات) أو من الأحداث المحلية والعالمية (المروية في الجرائد والتلفزيون). وهكذا نوجه بطريقة أفضل في اختيار المواضيع الممكنة مع التأكد أن المحتويات والمهارات التي يفرضها المنهج الرسمي، سيتم تناولها كلها. وينتج من ذلك كله تدرج شخصي سوف يكون من السهل سيطرة المدرس عليه حيث إنه يجيء كثمرة لمنطقه هو ذاته.