إنني بدورة تدريبية بالصف الرابع الابتدائي ونحن ندرس الهواء؛ ولقد قمت بحصر كل أسئلة التلاميذ التي يمثل لي البعض منها مشكلة ومنها لماذا لا يعد الهواء ساما؟ هل تنتج الأشجار الهواء؟ ماذا يفعل الهواء المحبوس داخل الكيس؟ ما هو مصير الهواء؟ ما الذي يمكن عمله بواسطة الهواء؟ هل يمكننا لمس الهواء؟ هل يوجد هواء بجسمنا؟ وشكرا.

صباح الخير، إن تلك الأسئلة (أسئلة التلاميذ) في رأيي هي أفضل طريقة لتوعية الفصل إلى بحث جماعي عن الهواء كمادة؛ تشير البرامج الدراسية بالمرحلة الثالثة إلى دراسة "الطابع الوازن للهواء"؛ وعلى مجمل الأسئلة التي تم طرحها بفصلك يوضح التلاميذ امتلاكهم للمعلومات ويبدو هذا دفعة جيدة للتعمق أكثر من ذلك؛ تبدو الأسئلة متباينة ويرجع إلى المعلم مهمة تنظيمها واستخلاص مضمونها لترتيبها وتجميعها؛ وإني أرى فيها الاهتمام الذي يعيره الأطفال إلى جودة  الهواء (وقد يكون ذلك من تأثير الإعلام أو انشغال العائلة بهذا الموضوع)، وإلى عملية التبادل الغازية التنفسية للنباتات والحيوانات والإنسان (وقد يكون هذا موضوعا تم التطرق إليه بالمرحلة الثانية)؛ وإلى حركة الهواء وماديته. وأخيرا إذا نظرنا إلى قائمة الأسئلة عن قرب فسنجد منهجا قد وضع من تلقاء نفسه يشبه لعبة تركيب الصورة (وهي نوع من لعب قصاصات الورق يعاد ترتيبها لتكوين صورة متكاملة) ولكنه يبدو لي مترابطا. وبعد الوحدة الأولى هذه من إعادة الاكتشاف، التي يمكن اقتراحها لإجراء التجارب وتوضيح المعارف، فسيكون لدى الأطفال الذين صاروا مشاهدين أكثر وبالتأكيد فضوليين أكثر بهذا المجال المزيد من الأسئلة؛ وسوف تظهر أسئلة أخرى حول "الطابع الوازن" للهواء يمكن تعميقها على طوال المرحلة الثالثة؛ والخلاصة هي أنه من المحبذ في أغلب الأحيان تفادي الرد مباشرة كما فعلت وإنما تشجيع التلاميذ من خلال تقدير أسئلتهم؛ ولهذا أود أن أكتب أنني آمل الا أكون قد جاوبت إلا على جزء فقط من سؤالك! وبالتوفيق Claudine Schaub شوب كلودين